د. مهدي البناي: القناة الجافة العراقية.. الحاجة الداخلية، وفرص المنافسة الاقليمية
مشروع انشاء شبكة سكك حديد
مقدمـة:
يقصد بـمصطلح ( القناة الجافة Dry Canal) مشروع إنشاء شبكة سكك حديد وطرق برية سريعة. تربط ميناء الفاو الكبير (المزمع إنشاؤه) شبكة سكك الحديد والطرق في أوروبا عبر الأراضي التركية، بطول يقرب من 1200 كم، وصفة (جافة) جاءت لمحاكاة قناة السويس المائية. وهي تبرز إعلاميا كطريق موازٍ أو منافس أو حتى بديل عنها.
وشاعت مؤخراً دعوات لإحياء هذه القناة بصفتها مشروعاً رائداً يُمَّكن العراق من احتلال موقعاً متميزاً في شبكة النقل العالمي. ومحور رئيسي للنقل بين شرق اسيا وأوروبا، كونها ستوفر طريقاً أقصر، وزمناً أقل، وبالتالي تكلفة أقل.
كما راجت دعوات كثيرة على أن هذه القناة هي مطلب صيني ضمن ما اطلق عليه مبادرة الحزام والطريق Belt & Road Initiative .
لكن لم نعثر على دراسات جدوى اقتصادية (كمية وتحليلية) يمكن الركون اليها لتبرير كل هذه الدعوات، فقط ارقام متناثرة هنا وهناك، وتُكرَّر باستمرار لتغذي آلة إعلامية واسعة ، دون تفحص او مناقشة اقتصادية علمية.
هذا البحث ليس دراسة جدوى اقتصادية ، وليس بحثاً مفصلاً في موضوع شائك يستلزم تفصيلات كمية ومالية وزمنية تدور ضمن اجواء اقتصادية وسياسية واجتماعية شائكة، بل هو مجرد محاولة أولية لبيان المبالغة السائدة في أهمية القناة اقتصادياً ، وقدرتها على المنافسة اقليمياً. وهو دعوة لدراسات جدوى اقتصادية أعمق وأشمل .
استعراض البحث
يستعرض البحث بدايات فكرة انشاء القناة الجافة العراقية كطريق اضافي او بديل لنقل البضائع القادمة من شرق اسيا باتجاه اوروبا او شرق البحر المتوسط. والظروف والحاجات الاقتصادية والسياسية السائدة آنذاك ، والتي دفعت باتجاه التفكير بمشروع القناة. ويتناول البحث دور النقل البحري في الاقتصاد العالمي وما يحدثه النمو الاقتصادي من أثر في حجم ومسارات ونظم النقل البحري.
وكغيره من المشاريع يحتاج مشروع القناة الى دراسة تبحث في جدواه الاقتصادية وامكاناته الفنية. لتشكل الاساس والدافع المنطقي للمضي في هكذا مشاريع من عدمه، أو تعديل أهدافها لتتناسب مع الحقائق على الارض.
إن الآمال العريضة تحتاج الى جرعة من الواقع ، وهذا ما سعى البحث لبيانه. باستعراض البحوث السابقة التي رأى الباحث أنها لم ترقَ في أدلتها لإبراز جدوى المشروع. وحاول ان يُقيم مقارنة أولية بين افضلية سلوك مسار القناة الجافة وبين المسار البحري عبر قناة السويس، من حيث اختصار الزمن وتوفير التكلفة.
إن ما نُشر لحد الان حول جدوى القناة ، وما يروج له من ألمعية هذه الفكرة لم يُدَّعم ببحوث تحليلية وكمية تنهض كأدلة يمكن الركون اليها علمياً.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
د. مهدي البناي – القناة الجافة العراقية.. الحاجة الداخلية ، وفرص المنافسة الاقليمية
اقرأ أيضًأ: