من ضمن النشاطات الإقتصادية لمجلس الأعمال العراقي أقام المجلس يوم الإثنين الموافق 11/12/2017 ندوة إقتصادية بعنوان العراق ومنظمة التجارة العالمية: بين واقع الإقتصاد الحالي وطموح الإنضمام على هامش توقيع كتاب (نظام منظمة التجارة العالمية ودورها في حرية المبادلات الدولية) لمؤلفه أثير هلال الدليمي.
في بداية الحفل رحب مدير الجلسة المستشار الأكاديمي للمجلس د.محمد البلداوي بالضيوف مشيداُ بجهود مجلس الأعمال العراقي باحتضان الحالات الإبداعية علمية وفنية وأدبية واجتماعية، وحرص المجلس أن يكون غنياً بالأفكار والطروحات، ثم قدم نبذة عن الكتاب الذي حمل عنوان (نظام منظمة التجارة العالمية ودورها في حرية المبادلات الدولية) والمؤلف من (250) صفحة وخمس فصول تجول فيه الكاتب بين العولمة والمنظمات الدولية وقانون التجارة الدولية والمعاهدات والمبادلات الإقتصادية والقانونية.
واثمر الكتاب عن 8 نتائج طالب فيها الأستاذ أثير الدليمي باعادة صياغة القوانين والاستعانة بأصحاب التخصص المعنيين بالإقتصاد، كما أوصى الباحث من خلال كتابه برؤيته التي تتماشى مع العصر واهمها الشراكة المهمة بين القطاع العام والخاص والخصخصة ومواكبة التكنولوجيا الحديثة.
كما أشار الباحث الى أن هنالك مؤسسات رصينة أخدت على عاتقها المساهمة في تطوير البعد الفكري للنظريات الإقتصادية والإستثمارية ومنها مجلس الأعمال العراقي، وغيرها من المؤسسات الإقتصادية، بعدها هنىء سعادة د.طلال ابو غزالة الشعب العراقي في انتصاره على قوى الشر والظلام الداعشية، مؤكداً على الدور الهام للعراق بوصفه العامود الفقري للأمة العربية، ثم تطرق الى مشروع انضمام العراق الى منظمة التجارة العالمية مشدداً الى أن الحكومة العراقية في حال قررت الإنضمام كعضو وليس مراقب يجب أن تشكل وفداً للتفاوض يضم فريق من صانعي الإقتصاد والمعرفة ويترأس وفد التفاوض وفداً من الحكومة العراقية، وأن فكرة الإنضمام الى منظمة التجارة هي ضرورة فيها ميزات كثيرة للعراق ان تمت بشكل صحيح.
وأثناء مداخلته شكر نائب الرئيس وأمين السر الأستاذ سعد ناجي الحضور وأثنى على حرص د.طلال ابو غزالة في المشاركة في النشاطات التي يقيمها مجلس الأعمال العراقي، واعتبر الكتاب بلغته البسيطة مرجعاً هاماً عن نظام منظمة التجارة العالمية. وتطرق الأستاذ سعد ناجي الى نهاية الكتاب والذي استنتج فيه الباحث بأن الدول النامية يجب أن تتريث في فكرة الإنضمام الى منظمة التجارة العالمية وأن تسبق هذه الفكرة إجراء الإصلاحات في اقتصادها.
واختتم حديثه متسائلاً ما الفائدة التي سيجنيها العراق في انضمامه لهذه المنظمة؟ خاصةً اذا كانت الصناعات العراقية والإنتاج الزراعي غير قادرين على المنافسة مع منتجات الدول الأخرى وكيف سيتم منع اغراق الأسواق العراقية من المنتجات الأجنبية عند انضمامها الى منظمة التجارة؟.
بعدها استعرض الباحث أثير هلال الدليمي أهم ما جاء في كتابه ومنها: دور المنظمة في نمو التجارة العالمية ومساعدتها على انشاء نظام عالمي مزدهر وأهم اهدافها اقامة نظام اقتصادي يسوده الرخاء والإزدهار من خلال توفير الضمانات والثقة، والعمل على رفع المستوى المعاشي والارتقاء بمستويات الدخل القومي للدولة عن طريق الإنسيابية وتسيير المعاملات والتبادل التجاري بين الدول مما يؤدي الى الإرتقاء بالدخل القومي وارتفاع دخل الفرد والقضاء على البطالة، وتعقيباً على سؤال الأستاذ سعد ناجي، اجاب الأستاذ اثير الدليمي بأن مشكلة العراق هو بلد نفطي يعتمد 60% من الإنتاج المحلي الإجمالي على الإنتاج النفطي وتشكل صادرات البلاد من النفط الخام وعوائده النسبة العظمى شبه المطلقة من الصادرات الكلية وايرادات الموازنة العامة. وأن منظمة التجارة العالمية تستبعد النفط الخام كونه سلعة من السلع التي يتاجر بها دولياً وهو الأمر الذي يعيق انضمام العراق الى تلك المنظمة.
هذا وقد أعرب رئيس مجلس الأعمال العراقي د.ماجد الساعدي عن تأييده لفكرة مرافقة القطاع الخاص العراقي للوفود الحكومية، مشيداً بدعوة الحكومة العراقية للقطاع الخاص العراقي بالمشاركة في الوفد الذي سيزور المملكة العربية السعودية خلال الأسبوعين القادمين وهي نقلة نوعية تقوم بها الحكومة العراقية خدمةً للإقتصاد العراقي.
في نهاية الجلسة قام الباحث العراقي أثير الدليمي بتوقيع الكتاب واهدائه الى الحضور.تخلل اللقاء مداخلات ونقاش مع الحضور. حضر الجلسة رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية والهيئة العامة لمجلس الأعمال العراق، رئيس غرفة صناعة الاردن الاستاذ عدنان ابو الراغب و رئيس مجلس الاعمال العراقي الوطني الاستاذ داوود عبد زاير ، السيد الوزير المفوض الاستاذ مصطفى الامام، القنصل العراقي الاستاذ عدي الاسعد ، المستشار العراقي الثقافي د. حيدر السعدي، وعدد كبير من الدبلوماسيين من طاقم السفارة العراقية، ولفيف من الحضور من رجال الإقتصاد والأكاديميين بالإضافة الى حشد كبير من ممثلى الصحافة والإعلام وقنوات التلفزة الفضائية.
هذا وقد أهدى الفنان العراقي التشكيلي ابراهيم العبدلي نيابةً عن مجلس الأعمال العراقي لوحة فنية عن مدينة يافا الى سعادة د.طلال ابو غزالة وهي مسقط رأسه اعتزازاً بشخصه وبهذه المدينة الشامخة. هذا وقد تم بث الجلسة كاملةً على الهواء بشكل مباشر على اذاعة طلال ابو غزالة للأعمال والثقافة.